فرنسا والجزائر.. الاعتذار الضائع

أما آن الأوان لفرنسا أن تعتذر للجزائر عن 132 عاما من الاحتلال شابها الكثير من الظواهر الاستعمارية التي امتدت منذ عام 1830 حتى 1962، إذ اتهمت فرنسا بارتكاب إبادة ثقافية بمحاربتها اللغة العربية والإسلام ومحاولة نشر الكاثوليكية وفرض اللغة الفرنسية بالقوة.

أضف إلى ذلك التاريخ الاستعماري لفرنسا، الذي خلف العديد من الجرائم الإنسانية وفق اعترافات جنرالات الجيش الفرنسي آنذاك، "أوسالاث" و"ماثيو" و"بيجار" وغيرهم، بما ارتكب من جرائم، منها الأوامر بقتل من هو دون الخامسة عشرة من الذكور وسبي النساء حتى وصل تعداد الجزائر إلى 2 مليون عام 1845 بعد أن كان 3 ملايين عام 1830 في بداية الحقبة الاستعمارية.

ولم تكتف فرنسا بذلك بل قامت بإجراء التجارب النووية على البشر في منطقة رجلان، ونفي آلاف الجزائريين إلى كالدونيا.

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في زيارة للجزائر الأسبوع الماضي، وأعلن أنه لم يأت "للتعبير عن الندم أو الاعتذار" عن فترة الاحتلال الفرنسي لهذا البلد، مشيرا إلى أن زيارته "ضرورية" وتفتح "عهدا جديدا" بين البلدين بعد 50 عاما على استقلال الجزائر.

وغادر الرئيس الفرنسي الجزائر إثر زيارة رسمية كان يأمل من خلالها في إغلاق ملف الحقبة الاستعمارية دون أن يقدم اعتذارا عن فترة الاستعمار كما طالبت دوائر سياسية عدة.